شراكة ممتدة لقرابة قرن من الزمان

رؤية 2030 تُعد "واحدة من أهم الخطوات المحورية في التاريخ المعاصر للمملكة العربية السعودية منذ اكتشاف البترول فيها"-جو كايسر  

 لقد قامت سيمنس بتصنيع أول توربين غازي في المملكة العربية السعودية عام 2016، وهو ما لا يُعد فقط خطوة مفصلية في توطين تكنولوجيا التوربينات الغازية في المملكة، ولكنه يمثل أيضًا محصلة البرنامج الناجح الذي قامت سيمنس من خلاله بتدريب الشباب السعودي على تصنيع التوربينات في مركز سيمنس للطاقة بالدمام. إنّ توطين سلاسل القيمة وبناء المهارات التقنية والتكنولوجية للشباب الموهوب يمثلان موضوعين من أهم موضوعات التحول الاقتصادي في المملكة في إطار رؤية 2030. 

 

 ومنذ عام 2016 وحتى الآن، قامت سيمنس للطاقة بتسليم اجمالي 11 توربين غازي تحمل علامة "صُنع في المملكة العربية السعودية". إنّ مركز سيمنس للطاقة بالدمام، يُعد المركز الأكبر والأول من نوعه في الشرق الأوسط لتصنيع التوربينات الغازية، ويتيح الاستفادة من فرص توطين سلاسل القيمة لقطاع الطاقة في المملكة.  

 

وطبقاً لرأي جو كايسر-الرئيس التنفيذي السابق لشركة سيمنس AG، تُعد رؤية 2030 "واحدة من أهم الخطوات المحورية في التاريخ المعاصر للمملكة العربية السعودية منذ اكتشاف البترول فيها". وقد ظلت سيمنس شريكًا ملتزمًا لمسيرة التنمية في المملكة العربية السعودية في إطار سعيها نحو تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

    

ومنذ ما يقرب من قرن من الزمان، قامت مجموعة من رجال الأعمال السعوديين ذوي الرؤية الثاقبة بوضع أسس متينة للبنية التحتية الحديثة لقطاع الطاقة السعودي كما نعرفه اليوم اعتمادًا على تكنولوجيا ومعدات توليد الطاقة من سيمنس، وهو ما دشّن الشراكة الوثيقة التي استمرت منذ ذلك الحين وحتى اليوم.

يعمل في سيمنس للطاقة بالسعودية حوالي 1800 شخص، معظمهم من السعوديين، وقد امتدت شراكة سيمنس والمملكة لأجيال وأجيال متعاقبة.

 

إنّ ما يهم المملكة ومواطنيها، هو حتمًا يهم شركة سيمنس للطاقة. فمنذ تأسيس الشركة قبل أكثر من 170 عامًا، تلتزم سيمنس للطاقة بالتفكير واتخاذ الخطوات والتدابير الهادفة لتحقيق صالح المجتمع الذي تعمل به ومن أجل الأجيال القادمة، وهو ما نطلق عليه منهج "خدمة الشركة لأهداف المجتمع".

 

ويُعد بناء وتنمية المواهب والقدرات من بين الموضوعات الرئيسية لفلسفة سيمنس المؤسسية. فقطاع الخدمات على سبيل المثال لا يقتصر فقط على أعمال الصيانة المحلية والإصلاح وإقامة مركز التجديدات، ولكنه يتضمن أيضًا بناء قاعدة تدريبية لتعليم وتدريب الشباب على الأعمال الميكانيكية والكهربائية. وفي إطار التزام الشركة بنقل المعرفة وبناء القدرات المحلية، تعمل سيمنس عن كثب مع المؤسسات التعليمية السعودية لتنمية وتطوير مفاهيم مبتكرة للتعليم المهني في المملكة، حيث يعتمد هذا المفهوم على نظام التعليم الألماني المزدوج والذي يدمج بين التعليم الأكاديمي والعملي واجراء تقييمات في الفصول الدراسية ومواقع العمل.    

 

وقد تضمنت هذه المبادرة تدريب 100 مواطن سعودي على مجالات الطاقة والنقل وإدارة الأعمال. بالإضافة لذلك، بدأت سيمنس في تدريس منهجها المتطور في مجال الميكاترونيكس داخل منظومة التعليم السعودية لأول مرة، وهو منهج دراسي يدمج بين مجالات الالكترونيات والميكانيكا وتكنولوجيا المعلومات في آن واحد. ويجهّز هذا المنهج الشباب السعودي للعمل مجالات الاقتصاد الرقمي وقطاعات الاقتصاد السعودي المتنوع.

 

في الوقت نفسه، استثمرت سيمنس في التعليم العالي بالمملكة، إذ قامت عام 2017 بتقديم منحة برمجيات متطورة لأهم الجامعات في المملكة، وذلك بعد إعلان الشركة استثمار 100 مليون يورو في البرمجيات المتطورة وتقديمها لكبرى الجامعات السعودية. إنه نفس المستوى من التكنولوجيا التي استخدمتها وكالة ناسا في تصميم وارسال مركبات Curiosity Rover التي تجوب كوكب المريخ منذ عام 2012، وقد أصبحت هذه التكنولوجيا المتطورة متاحة الآن لطلبة الجامعات السعودية ومن بينها جامعة عفت في جدة، أولى الجامعات السعودية التي تُدرّس العلوم الهندسية للفتيات السعوديات، وجامعة الملك سعود في الرياض، حيث كانت هاتان الجامعات من أوائل الجامعات السعودية التي تلقت منحة برمجيات سيمنس في المملكة، والتي تتيح لحوالي 1700 طالب وطالبة الاستفادة من تلك البرمجيات التكنولوجية المتطورة من سيمنس. بالإضافة لذلك، يساعد منهج تدريب المدربين طالبات جامعة عفت على تدريب زملائهم في الجامعات الأخرى على كيفية استخدام تلك البرمجيات والاستفادة منها.

           

وبالتالي تساعد سيمنس الطلبة السعوديين في اكتساب خبرات ومهارات عملية جديدة وبدء مسيرتهم المهنية في عالم الأعمال الرقمي مع زيادة مساهماتهم في تشكيل مستقبل التحول الرقمي في البلاد. ويعمل الاستثمار في البرمجيات المتطورة أيضًا على دعم مبادرات نقل المعرفة والخبرات وتوطين التكنولوجيا في المملكة، وبالتالي المساعدة على توفير وظائف جديدة تعتمد على المهارات التقنية الفائقة.  

 

وفي إطار مسيرة تطوير مهارات التميز الهندسي والابتكار، احتفلت جامعة عفت وسيمنس بالعديد من الإنجازات المشتركة. فقد كان من نتائج الشراكة بين الجامعة وسيمنس، إقامة العديد من ورش الابتكار الناجحة وفرص تدريب الشابات السعوديات والمشاركة في إطلاق كورس تعليمي جديد في مجال هندسة الطاقة بالجامعة.

 

وانطلاقًا من التزامها المتواصل بالتدريب، ودعم روح الابتكار وتصميم الحلول المستدامة طويلة الأجل مع شركائها، تواصل سيمنس للطاقة التزامها تجاه المملكة في إطار رؤية 2030.