إعداد الشباب للعالم الرقمي

"التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم".

 

منذ عشرات السنين قال نيلسون مانديلا هذه الكلمات القوية لما لمسه من أهمية دور التعليم في تمكين الشباب. ففي الفترة الأخيرة استغرقت وقتاً طويلاً في التفكير فيما يسمى بـ"مجتمع الغد"، وما إذا كان الشباب لديه فرص عادلة حقاً لتحقيق اقصى استفادة من قدراتهم في مثل هذا المجتمع؟

 

عماد غالي، العضو المنتدب لشركة سيمنس للطاقة بمصر

 

قصص الطاقة: جرعتك الشهرية لما يحدث في تحول الطاقة

اشترك في نشرتنا الإخبارية

من الواضح أن التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة أو ما يسمى بـ "الصناعة 4.0" تُحدث تغييرات هائلة بسرعة وبقوة لم نعهدها من قبل، لذلك يحتاج المصنعون لابتكار منتجات وخدمات جديدة بسرعة وبأسعار معقولة باستخدام التقنيات الحديثة. فكما حدث في الثورات الصناعية السابقة - ولكن على نطاق أوسع بكثير- ستغير الثورة الصناعية الرابعة شكل ملايين الوظائف بسبب التحول الرقمي.

 إن الدول الناشئة هي الأخرى ليست بمنأى عن ذلك. فإذا استحوذت تقنيات التشغيل الآلي على المزيد من وظائف التصنيع في البلدان المتقدمة، سيقل الطلب على مثل هذه الوظائف في الأسواق الناشئة أيضاً. وهذا أمر مزعج خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. ولأن التصنيع يمثل 70٪ من الاقتصاد العالمي، فإن هذا في الحقيقة سيكون مرتبط بشكل كبير "بالاقتصاد العالمي والقدرة التنافسية"

فكيف نُعد الشباب لهذا التحول؟

لأن الثورة الصناعية الرابعة أساسها المعرفة، فنحن بحاجة إلى ثورة مستمرة في التدريب والتعليم. والجيد في الأمر أنه في حين أن التكنولوجيا الجديدة قد تلغي ملايين الوظائف، فإنها من الممكن أن تخلق وظائف أكثر! فأنا أؤمن بشدة أنه يمكن استخدام التحول الرقمي والثورة الصناعية كأدوات لتمكين الشباب من أجل خلق "مجتمع الغد".

لذلك، تُعد معالجة هذه المشكلة جوهر مهمة شركة سيمنس للطاقةلأننا نؤمن بأن لكل فرد الحق في الحصول على تعليم جيد. وهذا هو السبب في أن أحد المهام المفضلة في وظيفتي هو الاجتماع بالطلاب والمؤسسات التعليمية والمعلمين وخبراء التعليم لتنفيذ نهج سيمنس للطاقة"توجيه الأعمال لخدمة المجتمع"  في الدولة، وتمكين صُناع المستقبل القادمين!

واليوم، أود أن أشارككم هذا النهج بالتحديد، بالإضافة إلى أحدث المبادرات التي أطلقناها لخلق المزيد من الفرص للشباب:

 #1: دعم التدريب المهني في مصر

 

لقد وقعنا اتفاقية تحالف استراتيجي مع الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية-BMZ لدعم التدريب المهني في مصر

وتنص الاتفاقية على إقامة وتشغيل مركز تدريب فني مشترك يقع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في العين السخنة. سيوفر المركز تدريبًا لالاف من الشاب مصري على مدار السنوات القادمة، حيث سيتم تدريبهم على المهارات الفنية المتطورة والتي تُعد بالغة الأهمية للاقتصاد المصري. يشمل هذا التدريب مجالات متعددة بما في ذلك الميكانيكا الصناعية، والكهرباء والإلكترونيات، والتشغيل الآلي.

 

بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الاتفاقية قيام شركة سيمنس للطاقة بدعم تطوير إحدى معاهد التعليم التقني العالي في القاهرة. 

 

#2: أكبر منحة برمجيات صناعية رقمية

 

في فبراير الماضي ، أعلنت شركة سيمنس عن أكبر منحة برمجيات على الإطلاق في مصر. سيتم تخصيص منحة البرمجيات الصناعية الرقمية والتي تبلغ قيمتها 120 مليون دولار أمريكي لدعم التدريب والتعليم ودرجات البحث العليا في جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية، وهي الأكبر بين الجامعات المصرية. باستخدام برنامج PLM الخاص بشركة سيمنس ، سيتم تدريب طلاب الهندسة على نفس التكنولوجيا التي تعتمد عليها الشركات في جميع أنحاء العالم لتصميم بعض المنتجات الأكثر تطورًا في الوقت الحالي. واليوم، يتم استخدام برنامج PLM من سيمنس  لتدريب ما يقرب من 40.000 طالب هندسة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط ، وإعداد هؤلاء الطلاب "لمصانع الغد"

 

#3: تعزيز نموذج التعليم المزدوج في مصر

 

تُعد معدلات البطالة بين الشباب الألماني أقل من أي دولة أوروبية أخرى في الوقت الحالي. وهذا ليس فقط بسبب التنمية الاقتصادية في ألمانيا، ولكن أيضًا بسبب التركيز على نظام التعليم المهني. فإن الدراسات هناك تشير إلى علاقة قوية بين نسبة التعليم المهني في بلد ما وبناء اقتصاد مستدام ومتنوع. ولهذا قمنا بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) لتطوير مدرسة زين العابدين الفنية في القاهرة على أساس نموذج التعليم الألماني المزدوج. تضمنت المبادرة تزويد المدرسة بمجموعة من الحلول التكنولوجية والتعليمية مع تطوير المناهج وتوفير التدريب للمعلمين بالإضافة إلى تعزيز التحول للحصول على تجربة تعليمية مُحسنة تُعد الطلاب للمستقبل

 

# 4: زيادة تعزيز التدريب الصناعي

 

بالإضافة إلى ما نقوم به فيما يخص معالجة الفجوة المتزايدة في المهارات، تحرص سيمنس للطاقةعلى التعاون والشراكة مع مختلف المؤسسات الأكاديمية ومقدمي التدريب الصناعي للتأكد من أن الطلاب / أو من هم في بداية مسيرتهم المهنية لديهم القدرات اللازمة لمواكبة المستقبل.

 

 

 

عماد غالي، العضو المنتدب لشركة سيمنس للطاقة بمصر

 اشترك في نشرتنا الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية "قصص الطاقة" لمتابعة الاتجاهات والتقنيات التي تشكل انتقال الطاقة.