التحول من أنظمة الطاقة المتصلة إلى عصر إنترنت الطاقة!
تُعد الطاقة والنقل والمياه المقومات الأساسية للحضارة الحديثة، كما تمثل البنى التحتية الحرجة التي تعتمد عليها تلك المقومات أداة رئيسية لتحقيق الرفاهية الاقتصادية. فعلى سبيل المثال، تتوافر في الدول المتحضرة والأكثر تقدمًا إمدادات غير متقطعة من الكهرباء التي يُعتمد عليها، لأن توفير الطاقة أمر ضروري للإنتاج الصناعي والنمو الاقتصادي المستدام. ففي النهاية، تعتبر الكهرباء الدعامة الأساسية التي يعتمد عليها مليارات الأشخاص حول العالم في أداء مهامهم اليومية.
إن المنظومة التقليدية للطاقة كما نعرفها؛ من التوليد إلى الاستهلاك، باتت أكثر تعقيدًا مع تزايد حاجة العالم إلى كهرباء نظيفة وموثوقة بأسعار اقتصادية. وحتى يتمكن مشغلو مرافق نقل وتوزيع الطاقة من النجاح في عالمنا المتغير، يجب أن يكونوا قادرين على تعديل وتحسين العمليات التشغيلية باستمرار، وبالتالي يكمن الحل في التحول الرقمي.
فمع زيادة أجهزة الاستشعار والقياس الذكية المستخدمة في الشبكة بمعدلات متصاعدة، تتزايد أيضًا حجم وسرعة البيانات الناتجة عن الشبكة. وعلى الرغم من ذلك، يقوم منتجو الطاقة ومشغلو مرافق الطاقة العامة بتحليل أقل من 2٪ من البيانات المتوفرة لديهم.
ويؤدي عدم سعي مشغلي الطاقة إلى تحسين العمليات التشغيلية والاستفادة من أنظمة الطاقة التي تعتمد على تكنولوجيا التشغيل الآلي، إلى خسارة فرص ثمينة للحصول على بيانات تتسم بالشفافية الكاملة، وبالتالي استغلال إمكانات هذه البيانات لزيادة الموثوقية والكفاءة وتعزيز أمان الشبكة.
"يقوم منتجو ومشغلو المرافق اليوم بتحليل أقل من 2% فقط من البيانات المتاحة لديهم"
وتمر مصر حاليًا بمرحلة تحوّل لقطاع الطاقة، حيث يواصل القطاع المُضي قُدُمًا نحو مستقبل تعتمد فيه منظومة الطاقة على الحلول الرقمية وأنظمة الاتصالات عالية السرعة. ومع زيادة حصة الطاقة المتجددة، توفر التقنية الرقمية مستوىً متزايد من الذكاء لجميع أنواع موردي الطاقة والمستهلكين، وبالأخص شبكات الطاقة.
وتتطور الأساليب التكنولوجية الرقمية بسرعة غير مسبوقة، فهي تحوّل وتطوّر قطاعات بأكملها، وتعمل على تسريع التغييرات المطلوبة لخلق مستقبل طاقة أكثر استدامة ونظافة.
وتفخر سيمنس للطاقة بالتعاون مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء في تشغيل 7 محولات أوتوماتيكية من طراز Sensformers أحادية الطور والمتصلة رقميًا (250 ميجا فولت أمبير وجهد 500/220/11 كيلو فولت) لنقل الطاقة الكهربائية، وهي المحولات الأولى من نوعها في مصر. تم تركيب هذه المحولات في محطة كفر الشيخ الفرعية جهد 500/220/66/11-كيلو فولت.
وستتيح هذه المحولات للشركة المصرية لنقل الكهرباء تحسين جودة وسرعة اتخاذ القرارات التشغيلية، مع منحها المزيد من المرونة والكفاءة وسرعة التصرف في معالجة المشكلات الفنية أو تفديها بصورة كاملة.
ومع تركيب تلك المحولات المتطورة، سيكون لدى الشركة المصرية لنقل الكهرباء وسيمنس للطاقة المعلومات الضرورية لبدء مسيرة التحول الرقمي لقطاع نقل الطاقة في مصر، مع تمهيد الطريق أمام دمج تقنيات انترنت الأشياء في القطاع.
نقلة كبيرة نحو إنترنت الطاقة!
هذا وتعتبر محولات الجيل الجديد مراكز للمعلومات، حيث أنها مزودة بمزايا اتصال بحيث يمكنها نقل مجموعة محددة من البيانات إلى تطبيقات تعتمد على الحوسبة السحابية. وتعمل تلك التطبيقات بعد ذلك على تزويد المشغلين بمعلومات وتحديثات فورية بشأن حالة الأصول وأدائها. ويمكن لمحولات Sensformers التعلم من البيانات لتحسين تخطيط الصيانة وتسهيل إدارة الأصول وزيادة توافر الكهرباء.
وتتواجد المحولات الكهربائية في كل مركز حرج من الأجزاء الحيوية لشبكات الكهرباء؛ وتتعرض لأشكال عديدة من الضغوط الفيزيائية والكهربائية، كما تمثل جزءًا هامًا من شبكات الطاقة، التقليدية والرقمية. وبدون إمكانيات مراقبة هذه المحولات تصبح حالتها الفعلية عادةً مجهولة أمام المشغلين.
ويمكن لشبكات الكهرباء المزودة بمحولات Sensformers الحصول على قياسات فعلية لمستوى الزيت، ودرجة الحرارة القصوى للزيت، والملفات منخفضة الجهد، وتحديد موقع المحولات باستخدام نظام التحديد GPS.
إضافةً إلى ذلك، يتوفر تطبيق للهاتف يوفر اتصال محمول آمن للحصول على نظرة عامة فورية على البيانات في الوقت الفعلي. ولا يوجد أي ضرورة للقلق بعد الآن، خاصة مع تنبيه المشغلين عند الحاجة إلى مراقبة المحولات عن قرب في ظل ظروف الجهد الزائد لبعض الوقت، وعند الحاجة إلى تخطيط أعمال الصيانة بدرجة أكثر دقة، فهي تسهم بدرجة كبيرة في تسهيل إدارة الأصول وتحسين العمليات التشغيلية وزيادة توافر الطاقة، كما تمثل نقلة كبيرة أيضًا نحو إنترنت الطاقة.